الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إطلاق لفظ "سيد" بين الجواز والمنع

السؤال

ما حكم مناداة الكافر بلفظ ياسيد ويا صديق ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا يجوز قول سيدي أو سيدنا للمنافق والكافر لحديث: لا تقولوا للمنافق سيدنا , فإنه إن يك سيدكم فقد أسخطتم ربكم. رواه أحمد وأبو داود والنسائي، وصححه الألباني في صحيح الجامع وكذلك لفظ صديق ؛ لأن مناداة الكافر بلفظ صديق يشعر بأنه له على المسلم من المودة والاحترام والنصرة ما يحرم أن يكون لكافر؛ لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَق [الممتحنة:1] وقال جل وعلا أيضاً: تَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُون [المائدة:80] والولاية والموالاة هي المحبة والنصر.
أما مناداته بلفظ: يا سيد الفلانيين ؛ فهي جائزة لأنه سيد أهله أو سيد قبيلته, أونحو ذلك، وفي الترتيل وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَاب [يوسف: 25].
وكانت العرب تسمي رؤساء القبائل والكبراء (سادة ) ( سيد بني فلان )
ومثلما قال النبي صلى الله عليه وسلم " لما سأل بعض العرب: من سيدكم يابني فلان؟ أي من رئيسكم ؟
ومن باب أولى أن يجوز إطلاقها على المسلم, قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحسن: إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين.
وإنما يكره أن يخاطب بـ( ياسيدي ) ( ياسيدنا ), لأنه لما قيل للرسول صلى الله عليه وسلم: أنت سيدنا، قال: السيد الله تبارك وتعالى. ولأن هذا قد يكسبه غروراً وتعظماً فينبغي ترك ذلك, فيقال: يا فلان, أو يأ أبا فلان.. بالأسماء والكنى والألقاب التي تعرف.
وأما إطلاق كلمة السيد بالألف واللام كقولك: يا السيد فلا يجوز ولو على المسلم, لأن السيد هو الله, كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: السيد الله. رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني