الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرفع درجة ومرتبة يبلغها المؤمن

السؤال

ما هو حد درجات المؤمن؟ وهل تقف عند حد معين؟ وماهو الحد الذي تقف عنده؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد دل القرآن والسنة على أن من المؤمنين الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، وأنهم في الفضل والمنزلة على هذا الترتيب، فأفضل المؤمنين هم الأنبياء ثم الصديقون ثم الشهداء ثم الصالحون، فأعلى مرتبة يصل إليها أتباع الأنبياء أن يكونوا صديقين. قال ابن القيم رحمه الله: فالصديق هو الذي صدق في قوله وفعله، وصدق الحق بقوله وعمله، فقد انجذبت قواه كلها للانقياد لله ولرسوله. وهاهنا نقطة ينبغي التنبه لها، وهي أن درجات الصديقين تتفاوت، لأن الإيمان ليس له حد ينتهي إليه، بل إنه يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وهذا معتقد أهل السنة والجماعة، فمن ظن أن هناك درجات إيمانية يقف عندها المؤمن صديقاً كان أو صالحاً، فقد أخطأ، قال تعالى: لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ [المدثر:37]. قال ابن القيم: فإن لم يكن في تقدم فهو في تأخر ولابد، فالعبد سائر لا واقف، فإما إلى فوق وإما إلى أسفل، إما إلى أمام وإما إلى وراء، وليس في الشريعة أو الطبيعة وقوف البتة. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني