الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اللعب بالألعاب التي فيها أفعال كفرية

السؤال

أسأل الله أن يوفقكم لما يحبه، ويرضاه.
سؤالي يخص الألعاب التي تحتوي على معتقدات، وأفعال كفرية -والعياذ بالله-، كادّعاء إحياء الموتى، أو التحكم بالزمن، أو قبض الأرواح، فقد قرأت في فتاواكم أن من يلعب هذه الألعاب، ويعتقد بطلانها، لا يكفر، وقرأت أيضًا في الفتوى: 201005، أن اللاعب إذا فعل أفعالًا كفرية، يكفر -والعياذ بالله-.
السؤال: هل من يفعل الأفعال الكفرية داخل اللعبة، كأن يذهب ويحيي ميتًا -والعياذ بالله-، أو يسجد لصنم، أو يتعالج بالصليب الأحمر، يكفر، أم إن المقصود إذا فعل أفعالًا كفرية خارج اللعبة؟ فمن المعلوم أن من يفعل أفعالًا كفرية خارج اللعبة، حتى إذا كان يعتقد بطلانها، يكفر، فالذي لم أفهمه: لماذا تقولون: إن من يلعب بهذه الألعاب، لا يكفر إذا اعتقد بطلانها، مع أنه هو الذي يتحكم باللاعب، ويجعله يسجد لصنم، ونحوه!؟
نرجو التوضيح بالدليل، ونرجو توضيح هذه الفتوى: 201005؛ لأنني أخاف من الكفر بالله العظيم؛ فقد قرأت أن من فعل محرمًا وهو لا يدري أنه كفر، يكفر، وإن لم يكن يدري، فأنا خائف جدًّا من هذه المسألة، وأخشى أن ألعب مثل هذه الألعاب؛ لظني أنها حرام فقط، ثم تكون كفرًا وأكفر -والعياذ بالله-، فأرجو منكم أن توضحوا لي؛ لأني خائف جدًّا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن اللاعب بالألعاب التي فيها أفعال كفرية -كالسجود للأصنام، ونحو ذلك-، لم يفعل فعل كفريًّا حقيقيًّا، وإنما هو تمثيل، ومحاكاة لأمور كفرية، فهل تلك المحاكاة، تستلزم الرضا بالكفر!؟

الذي نقرره: أنه لا تلازم، وأنه يُتصور اللعب بها مع عدم الرضا، لا سيما وبعض العلماء ينص على أن مجرد الرضا بالكفر، لا يكون كفرًا إلا مع استحسان الفعل، لا مع استقباحه، جاء في حاشية الشهاب الخفاجي على تفسير البيضاوي: وفي الكشف: قال مشايخ ما وراء النهر: الرضا بالكفر مع استقباحه، ليس بكفر، وإنما يكون كفرًا مع استحسانه، قال تعالى حكاية عن موسى -صلى الله عليه وسلم-: {وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا} [يونس: 88]، قصد زيادة عذابهم. اهـ. وراجع الفتوى: 184427.

وأما موضع العلاج بالصليب الأحمر، فلا علاقة له بالكفر، ولم نقف على فتوى بالرقم الذي ذكرته.

وأما قولك: (فقد قرأت أن من فعل محرمًا وهو لا يدري أنه كفر، يكفر، وإن لم يكن يدري)، فقد بينا هذه المسألة في الفتوى: 355225، فراجعها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني