الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الاستعانة بالجن في فك السحر

السؤال

حكم الاستعانه بمعالج بالقرآن لفك سحر مع العلم بأنه مالك جن، لم يطلب أجرا، رفض البوح باسم صانع السحر، لم يطلب أي طلب غريب فقط الإذن من المسحور لفك السحر مع أسماء السكان واسم الأم، العلاج عبارة عن غسل مقروء عليه يشربه المصاب والإكثار من قراءة القرآن، أيضا إذا كان هذا الأمر محرما ووقع فيه مسلم في حاله ضعف مع أنه استخار مرارا وتكرارا قبل الذهاب إليه وحاول جاهدا أن يصفي نيته نحو الاستعانه بالله وحده عزوجل ما كفارته ؟ الرجاء الرد سريعا فالعين لا تنام......

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كلا من الرقية الشرعية والتداوي بالقرآن والأدعية من السحرأمر مشروع كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 2244. وكذلك يجوز الشرب والاغتسال من الماء المقروء عليه كما سبق في الفتوى رقم: 7852.أما الاستعانة بالجن في تحصيل المنافع المباحة مثل فك السحر وغيره، فجواز هذا محل خلاف بين أهل العلم، فمنع ذلك بعضهم باعتبار أن السلامة من ضررهم وتأثيرهم على المستعين بهم في عقيدته وأمور دينه متعذرة، ولأن الاستعانة بهم قد تكون ذريعة للشرك فوجب سدها، قال ابن مفلح: قال أحمد في الرجل يزعم أنه يخاطب الجن ويكلمهم ومنهم من يخدمه: ما أحب لأحد أن يفعله تركه أحب إلىّ. اهـ. ( الآداب الشرعية). وسئل العلامة محمد بن إبراهيم عن الاستعانة بالجن فقال: إنه طلب من الجن فيدخل في سؤال الغائبين الذي يشبه سؤال الأموات وفيه رائحة من روائح الشرك. اهـ. قال الشيخ ابن باز: وأما اللجوء إلى الجن فلا ... لأنه وسيلة إلى عبادتهم وتصديقهم لأن في الجن من هو كافر ومن هو مسلم ومن هو مبتدع ولا تعرف أحوالهم فلا ينبغي الاعتماد عليهم ولا يسألون. وقد ذم الله المشركين بقوله تعالى: وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً {الجـن:6}. ولأنه وسيلة للاعتقاد فيهم والشرك، وهو وسيلة لطلب النفع منهم والاستعانة بهم، فأرى أنه لا يجوز لأن في ذلك استخداما لهم وقد لا يخدمون إلا بتقرب إليهم واستضعاف لهم. اهـ. وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية إلى جواز استعمال الجن في الأمور المباحة، فقال رحمه الله: ومن كان يستعمل الجن في أمور مباحة له فهو كمن استعمل الإنس في أمور مباحة له وهذا كأن يأمرهم بما يجب عليهم وينهاهم عما حرم عليهم ويستعملهم في مباحات له فيكون بمنزلة الملوك الذي يفعلون مثل ذلك وهذا إذا قدر أنه من أولياء الله فغايته أن يكون في عموم أولياء الله مثل النبي الملك مع العبد الرسول كسليمان ويوسف مع إبراهيم وموسى وعيسى. اهـ. ولكننا نقول للسائل إن التعامل مع الجن يفضي في الغالب إلى أمور محرمة قد تصل بصاحبها إلى الشرك، ولمزيد فائدة راجع الفتوى : 7369. أما السؤال عن اسم الأم فهو من الأمور التي يفعلها المشعوذون كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 6347. وعلى القول بحرمة الاستعانة بالجن فمن ذهب لهؤلاء المشعوذين فإن كان لا يعرف حالهم أو لا يعرف أن الاستعانة بالجن محرمة فلا شىء عليه. قال الله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ{الأحزاب: 5}. ولكن يجب عليه مستقبلا أن يسأل عن حكم العمل قبل القيام به، وإن كان يعرف أن التعامل مع هؤلاء المشعوذين لا يجوز فيجب عليه الإسراع بالتوبة والاستغفار والندم والعزم على عدم العود والاكثار من الأعمال الصالحة وليست هناك كفارة محددة في الشرع لمن أتى كاهنا أو عرافاً.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني