الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صيام الأجير الذي يجد مشقة مع الصيام

السؤال

لي صديق يعمل في مهنة تغيير الكفرات ولكنه لا يصوم ويطلب مني في رمضان إحضار بعض الطعام له وأنا صائم فهل علي إثم عندما أقوم وأعطيه الطعام مع العلم إن شغله متعب للغاية

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن العامل والأجير إذا وجد من العطش ما يعجز معه عن أداء عمله فله أن يفطر، ولكن لا يجوز له تبييت الإفطار. قال محمد العاقب الشنقيطي في نظم النوازل:

إن صائم لاقى اللهيم الأربا بصومه قضى بذاك الأربا

ولا يبيت بشهر الصوم صاحب زرع أو أجير قوم

أي لا يبيت نية الإفطار، وإنما يبيت نية الصوم.

وعليه، فما يفعله صديقك من ترك الصيام في شهر رمضان لا يجوز، بل الواجب عليه أن يبيت الصيام كل ليلة، فإذا أرهقه الصيام حتى صار عاجزا عن أداء مهنته جاز له الإفطار، فعليك أن تنبهه إلى خطئه فيما يفعل، فإن استجاب لك فيمكن أن تحضر له الطعام إذا جاز له الفطر، وإن بقي مصرا على ترك الصيام فلا يجوز أن تأتيه بالطعام، لأن فيه إعانة له على الإثم، والله تعالى يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة: 2}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني