الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ترك المعصية خوفا من الله

السؤال

ما حكم ترك معصية معينة خوفاً من الله؟ كيف يقضي الإنسان منا فراغه العاطفي بما يوافق رضا الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من ترك معصية خوفاً من الله أثابه الله على تعففه عن الحرام، فقد قال صلى الله عليه وسلم: إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عز وجل عنده عشرة حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة. رواه الإمام مسلم.

والمعاصي لو تركها الإنسان من مخافة الله زاد الله في إيمانه، روى الطبراني في الكبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن النظرة سهم من سهام إبليس مسموم من تركها مخافتي أبدلته إيماناً يجد حلاوته في قلبه.

ثم إننا نفيدك أن الله لا يحاسب العبد على حديث النفس المجرد، ما لم يتحول إلى عزم على فعل المعصية، قال صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل أو تتكلم. رواه البخاري ومسلم.

وبالنسبة لما تشعرين به من فراغ عاطفي، فنفيدك أن القلب إذا امتلأ بمحبة الله والشوق إليه فلن يشعر بالفراغ، ويتفرع عن حب الله حب من أوصانا الله به كالوالدين والأزواج والأبناء.

ومما يسد الفراغ العاطفي كذلك مرافقة الأخوات الصالحات الفاضلات، وهي مع ذلك مجال لنيل الأجر والثواب من الله، فقد قال صلى الله عليه وسلم (فيما يرويه عن ربه): المتحابون في جلالي لهم منابر من نور، يغبطهم النبيون والشهداء. رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح، وانظري ضوابط الحب في الله في الفتوى رقم: 52433.

كما ننصحك بطلب العلم النافع واستماع الأشرطة الإسلامية، واجعلي كتاب الله أنيسك، وأقرئي سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والسلف الصالحين وأمهات المؤمنين، وشاركي في حمل هموم أمة الإسلام، واجعلي همك المقعد المقيم هو النظر في كيفية خلاصك يوم القيامة وفي تقديم شيء لإنقاذ الغافلين من المسلمين وهدايتهم إلى صراط الله المستقيم.

إذا قمت بذلك، فسينشغل قلبك وفكرك، ولن يبقى في حياتك أي فراغ، بل ربما شعرت بعكس ما تشعرين به الآن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني