الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجب على المريض بالسرطان العلاج

السؤال

أم عمرها أربعة وثمانون عاما مرضت فجأة بالسرطان، فهل يجب على أولادها علاجها بالجراحة ثم العلاج الكيماوي كما ينصح الطبيب.. أم الصبر على بلائها ومحاولة علاجها بالرقية الشرعية، علما بأنها ترفض تماما التعامل مع الأطباء والجراحين مع أنها لا تعرف إلى الآن نوع مرضها، وهل سيؤاخذ الله أولادها على تقصيرهم فى حقها إن هم تركوا الجراحة والعلاج الكيماوي رحمة بها ولعدم إغضابها، الرجاء إرسال الرد على البريد الإلكتروني أن أمكن؟ جزاكم الله عنا كل خير وجعلها فى ميزان أعمالكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق أن بينا خلاف أهل العلم في حكم التداوي، وأن الراجح جواز تركه إلا إذا كان المرض يؤدي للهلاك، وكان الدواء محققاً بإذن الله ، فإنه يجب التداوي لقوله تعالى: وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ {البقرة:195}، ولقوله تعالى: وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ {النساء:29}، ثم إن السرطان مرض خطير ولكنه ليس عندنا قطع في تحقق دوائه بالعلاج الطبي، فقد شوهد عجز الطب الحديث عن علاج كثير من حالات الإصابة بالسرطان، فإذا لم يكن الدواء مما يغلب على الظن نجاحه فلا يجب العلاج منه، وبناء عليه فإنا ننصحكم باستشارة الأطباء في الموضوع ومحاولة إقناع الوالدة برفق ولين إن تأكدتم من نجاح الدواء ، ولا يلزم إخبارها بالمرض لئلا تصاب بحالة نفسية.

أما العلاج بالرقية الشرعية والأدوية النبوية كزمزم والعسل والحبة السوداء فإنه مفيد ومجرب، ولكنه لا تعارض بينه وبين العلاج بالعملية الجراحية، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية للاطلاع على كلام أهل العلم في حكم التداوي ومسألة التداوي بالرقى والعلاجات النبوية: 30645، 62685، 31887، 32179، 49953، 27266، 27996، 45370، 19134.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني