الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

في بعض الأيام لا أريد أن أذهب للعمل لشعور باستثقال ذلك الأمر جدا، وصاحب العمل يخصم علي ذلك اليوم، وذلك لا يكون إلا ربما مرة أو مرتين في الشهر، ولكن زوجتي عندما تشعر أني لا أريد الذهاب إلى العمل تظل توقظني وتقول لا بد أن تذهب إلى العمل ... ثم هي تعرف أنه لا شيء يمكن أن يوقظني إلا أن تقول لي : بالله عليك أن تقوم ، والسؤال هو : هل يحق لها أن تفعل ذلك و هي تعرف أني لا أقدر أن يسألني أحد بالله و أرفض ؟ أوليس قد قال تعالى ( واحفظوا أيمانكم ) ؟ أوليس قد قال النبي صلى الله عليه و سلم لأبي بكر حينما أقسم عليه بالله ليخبرنه بتأويل الرؤيا و قال له " لا تقسم " ؟؟ ثم إن الذي يعمل يشعر في بعض الأحيان بالضعف و يريد أن يستريح يوما ليستجد نشاطه ، أليس ذلك يحق لي ؟؟؟ ولو أنها قالت لي مرة أخرى فهل علي جناح إن أبيت عليها أن أقوم؟؟
جزاكم الله تعالى خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد اختلف العلماء في حكم إجابة من سأل بالله ، والراجح وجوب إجابته ، وراجع الفتوى رقم : 117303

ولا ينبغي للمسلم ابتداء أن يسأل أخاه بالله تعالى لأن هذا قد يوقعه في شيء من الحرج، وقد صرح علماء الشافعية بكراهة السؤال بالله تعالى أو السؤال بوجه الله.

وأما ما يحصل من زوجتك تجاهك عند عزمك الغياب عن العمل فمن الواضح أنه من منطلق الحرص على المصلحة، فينبغي أن تناصحها في هذا الأمر بأسلوب طيب على ضوء ما ذكرنا، وينبغي أن تحذر أن يؤدي بكم ذلك إلى الوقوع في شيء من الشقاق لئلا يقع ما لا تحمد عقباه، وأما الإثم فلا يلحقك إن خالفت فلم تجبها إلى ما طلبت لأن الإجابة مستحبة كما ذكرنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني