الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل كان إسماعيل نبيا رسولا

السؤال

في الآية رقم (54) من سورة مريم قول الله تعالي : ( واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا ) صدق الله العظيم. ومن المعلوم أن سيدنا إسماعيل كان نبيا ولم يكن رسولا , وإذا كان المقصود بالرسول رسولا لقومه ولا يقصد بأنه أمر بتبليغ الرسالة , فقد وردت آية في نفس السورة رقم (51) قوله تعالى : ( واذكر في الكتاب موسى أنه كان مخلصا وكان رسولا نبيا ) , أليست في نفس المنوال ؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن إسماعيل عليه السلام كان نبيا وكان رسولا كما صرحت بذلك الآية الكريمة، فقد جمع الله عز وجل له في هذه الآية هذه الأوصاف الحميدة وهي النبوة والرسالة وصدق الوعد والأمر بالمعروف، فقال تعالى : وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا {مريم : 54 ـ 55 }، قال ابن كثير : وكان إسماعيل عليه السلام رسولا إلى أهل تلك الناحية وما والاها من قبائل جرهم والعماليق وأهل اليمن . وقال القرطبي: اختلف فيه فقيل هو إسماعيل بن حزقيل والجمهور أنه إسماعيل الذبيح أبو العرب بن إبراهيم . وكان رسولا نبيا أرسل إلى جرهم .

ولذلك فإن المعلوم عند أهل العلم أن إسماعيل عليه السلام كان نبيا ورسولا، وكذلك كان موسى عليه السلام كما في الآية الكريمة أيضا، ولكن موسى عليه السلام كان من أولي العزم من الرسل، قال ابن كثير: كان من المرسلين الكبار أولي العزم الخمسة وهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم . وعلى هذا فكلا الرجلين كان نبيا ورسولا كما هو صريح الآيتين .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني