الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير قوله تعالى: محمد رسول الله والذين معه

السؤال

كيف نفسر قوله تعالى : محمد رسول الله و الذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ...
الآية، فهل هذا يعني أن الذين معه هم رسل الله وكيف يكون ذلك؟
أرجو التوضيح و جزاكم الله خيرا .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد قال السعدي في تفسيره لتلك الآية:

يخبر تعالى عن رسوله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المهاجرين والأنصار، أنهم بأكمل الصفات، وأجل الأحوال، وأنهم {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ} أي: جادون ومجتهدون في عداوتهم، وساعون في ذلك بغاية جهدهم، فلم يروا منهم إلا الغلظة والشدة، فلذلك ذل أعداؤهم لهم، وانكسروا، وقهرهم المسلمون.

{رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} أي: متحابون متراحمون متعاطفون، كالجسد الواحد، يحب أحدهم لأخيه ما يحب لنفسه، هذه معاملتهم مع الخلق. انتهى

ولا تعنى الآية أن من معه من المؤمنين رسل من الله تعالى بل المقصود بإرسالهم على أحد التوجيهين في الآية الإذن لهم بواسطة رسول الله صلى الله عليه وسلم بنشر التوحيد والدعوة إليه، وقد نبه على هذا ابن عاشور في التحرير والتنوير قائلا:

{ وَالَّذِينَ مَعَهُ } يجوز أن يكون مبتدأ و {أَشِدَّاءُ} خبراً عنه وما بعده إخبار. والمقصود الثناء على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنى {مَعَهُ}: المصاحَبة الكاملة بالطاعة والتأييد كقوله تعالى: {وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ}. والمراد: أصحابه كلهم لا خصوص أهل الحديبية.

وإن كانوا هم المقصود ابتداء فقد عُرفوا بصدق ما عاهدوا عليه الله ، ولذلك لما انهزم المسلمون يوم حنين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس بن عبد المطلب نادِ يا أهل السَّمُرة . ويجوز أن يكون {وَالَّذِينَ مَعَهُ} عطفاً على {رسولَه } من قوله : هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ . والتقدير: وأرسل الذين معه ، أي أصحابه على أن المراد بالإرسال ما يشمل الإذن لهم بواسطة الرسول صلى الله عليه وسلم كقوله تعالى : إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فإن المرسلين إلى أهل أنطاكية كانوا من الحواريين ، أمرهم عيسى بنشر الهدى والتوحيد . انتهى

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني