الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شكر النعمة وكفرها وعقوبة من يكفر بنعمة الله

السؤال

ما هو كفر النعمة وما هو شكر النعمة وما عقوبة الكافر بالنعمة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كفر النعمة معناه: جحدها وعدم شكرها والتحدث عنها، جاء في مسند الحارث عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أعطي عطاء فقدر أن يجزي به فليجز به، ومن لم يقدر فليحسن الثناء، فان لم يفعل فقد كفر النعمة ..الحديث. وفي كنز العمال أنه- صلى الله عليه وسلم- قال: مَن أزلفت إليه يد كان عليه من الحق أن يجزي بها، فان لم يفعل فليظهر الثناء، فإن لم يفعل فقد كفر النعمة. رواه ابن أبي الدنيا وذكره الحافظ في الإصابة.
ومعنى كفرها لم يشكرها أو يجز عليها أو جحدها كما أشرنا.

وشكر النعمة يكون بالقلب واللسان والجوارح، وبعدم صرفها فيما لا يرضي الله تعالى.

قال القرطبي في التفسير: وسئل بعض الصلحاء عن الشكر لله فقال: ألا تتقوى بنعمه على معاصيه. وانظري الفتويين: 33834، 0 للمزيد من الفائدة.
وأما عقاب كفر النعمة فإنه يكون بزوالها والعقاب عليها؛ فكما أن شكر النعمة يزيدها فإن كفرها يزيلها.

قال ابن كثير في التفسير عند قول الله تعالى: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ {إبراهيم:7}. أي لئن شكرتم نعمتي عليكم لأزيدنكم منها، ولئن كفرتم أي كفرتم النعم وسترتموها وجحدتموها إن عذابي لشديد، وذلك بسلبها عنهم وعقابه إياهم على كفرها".

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني